إن التدین أمر سهل وبسیط وهناك خمسة سبل نحو ذلك سنشیر إلیها فیما یلي؛

أولاً: أول سبیل نحو التدین هو صحبة المتدینین ورفقتهم علی الرغم من شحّ المجتمعات في هذا الجانب وفقدانها لعرفاء ومتدینین حقیقیین. تعتبر رؤية السلوك الديني للمؤمنين والمتدينيين الحقيقيين أكثر فعالية بآلاف المرات من قراءة كتاب عنهم.

ثانیاً: القرب من مصادر الدین منها القرآن الکریم والأدعیة بما فيها الصحيفة السجادية. التدين أمر سهل وبسيط كما قال النبي(صلى الله عليه وآله وسلم): " بعثت بالحنفية السهلة السمحة".

ثالثاً: التدین بحاجة إلی تعدیل مستوی ما نتوقعه من الدین کما علینا أن نعي بأن عدم الإمتثال إلی بعض أحکام الشریعة لیس دلیلاً علی عدم التدین بل للتدین مراحل، کما قال الله سبحانه وتعالى في الآية الـ14 من سورة "الحجرات" المباركة "قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ"، كما جاء في الآية الـ136 من سورة "النساء" المباركة "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ".

رابعاً: أن لا نتخذ من المتدینین أسوة لأننا لا نعرف مستوی تدینهم وثباتهم في الدین ولهذا علینا أن لا نتعلم الدین من الناس بل نراجع المصادر الأساسیة والرئیسیة للدین. 

خامساً: أن لا نجعل من حکم الآخرین ملاکاً للتدین ربما يكون تديننا حقيقياً لكن الآخرين لا يعتبروننا متدينين، أو بالعكس قد لا نكون متدينين ولكننا متدينون في نظر الآخرين.

مقتطفات من كلمة الأكاديمي الايراني والمدرس في كلية الشريعة والمعارف الاسلامية بجامعة "فردوسي" الايرانية