دوامة العنف في أفغانستان ستؤدي إلی فوضی في کل المنطقة
وتقدمت حرکة طالبان في حربها ضد الحکومة الرسمیة المعترف بها دولیاً حیث إحتلت عدداً من المدن الأفغانیة وباتت تسیطر علی جزء کبیر من الدولة، الأمر الذي أدّی إلی غلق شعبي أفغاني.
وتزامن ذلك التقدم مع خروج القوات الأمریکیة من أفغانستان، الأمر الذي یعزّز فرضیة رفع الولایات المتحدة الأمریکیة عن حمایتها لأفغانستان.
وتحدثت وکالة "إکنا" للأنباء القرآنية الدولية حیال ذلك مع المؤرخ الخبیر في الشئون الأفغانیة والروسیة والإسلامیة والمدرس فی جامعة "برنستون" في ولاية "نیوجرسي" الأمریکیة "رابرت دي. کروس" (Robert D. Crews) حول ما تؤول إلیه أحداث أفغانستان وتداعیات ذلك علی المنطقة.
وقال إن حرکة طالبان تستغل فراغ السلطة وخروج القوات الأمریکیة وإن عدم إیمان الجیش الأفغاني بقدراته وعدم ثقته بنفسه جعله ضعیفاً في ردع طالبان کما أن الحکومة تعاني من تفرقة وتشرذم وفساد متغلغل في کل أوساطها.
وأردف قائلاً: إن الفساد قضیة مهمة وإنه یهدد الشرعیة في أفغانستان حیث یعتقد البعض أن حركة طالبان بإستطاعتها إستعادة النظام والقانون في الدولة.
وأشار "رابرت دي كروس" إلى أن المحادثات بين طالبان والولايات المتحدة ثم بين طالبان والحكومة الأفغانية قد كانت في صالح طالبان، موكداً أن و"طالبان لم تقدم أي تنازلات في هذه المحادثات".
وأکد الخبیر الأمریکي أن السلام في أفغانستان سیکون لصالح الدول المجاورة لأفغانستان لأن ذلك یؤدي إلی إستقرار أفغانستان وتطور الدولة في التجارة والتعلیم والموارد الطبیعیة کما أن العنف المستمر في أفغانستان سیتوسع إلی دول الجوار وسیهددها ویهزّ إستقرارها.
وحول ما تؤول إلیه الأمور في أفغانستان، قال: إن الصور المنتشرة عن الطوابیر البشریة في أفغانستان للحصول علی جواز سفر أمر مخیب للآمال ولکن رغم ذلك التخاذل من المستبعد أن تستطیع حرکة طالبان هزیمة الحکومة الرسمیة وفرض سیطرتها علی الدولة بأکملها.
وأکد أنه لیس هناك حلّ عسکري لقضیة أفغانستان بل علی المثقفین الأفغان النظر إلی مصالح الدولة وأخذ أن أفغانستان هي دولة ذات مجتمع شبابي وحیوي ومتعدد بعین الإعتبار مؤکداً أن الشعب الأفغاني لن یرید الدخول في حرب جدیدة.
