ایکنا

IQNA

الشيخ يوسف قاروط:

عملية "الوعد الصادق" تعدّ ردّاً غير مسبوق لإیران على جرائم الاحتلال + فيديو

14:20 - April 23, 2024
رمز الخبر: 3495379
طهران ـ إکنا: صرّح ممثل المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى بلبنان في السويد أن عملية "الوعد الصادق" أرست قواعد إشتباك جديدة مع الكيان الصهیوني الغاصب وصنعت معادلات مهمة وإستراتيجية، وتعدّ ردّاً غير مسبوق على جرائم هذا الكيان الذي ينتهك كافة الأعراف والقوانين الدولية والانسانية.

عمليةودعماً لعملية "الوعد الصادق" التأريخية التي شنّها حرس الثورة الاسلامية في إیران على الكيان الصهيوني ردّاً على قصف قنصليتها في دمشق، نظمت وكالة "إکنا" للأنباء القرآنية الدولية التابعة يوم الأحد 21 أبريل 2024 م ندوة إلکترونیة‌ دولية بعنوان "الوعد الصادق؛ إقتدار إیران ومعاقبة المعتدي".
 
وتحدث في هذه الندوة، نائب جامعة الأديان والمذاهب في الشؤون الثقافية والاجتماعية "الدكتور عباس خامه يار" خلال تواجده في أستوديو "مبين" التابع لوكالة "إکنا" للأنباء القرآنية بالعاصمة الايرانية طهران، كما تحدث فيها عبر تقنية الاتصال المرئي كل من ممثل حركة "أمل" اللبنانية لدى طهران "صلاح فحص"، ورئيس منتدى البحرين لحقوق الانسان "باقر درويش"، وممثل المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى بلبنان في السويد "الشيخ يوسف قاروط".

فیما یلي نصّ کلمة "الشيخ يوسف قاروط":

"بسم الله الرحمن الرحيم 

{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}

 حصلت عملية "الوعد الصادق" يوم 13 نيسان / أبريل وقالت إيران كلمتها التي فاجئت بها الصديقة قبل العدو وأرست قواعد إشتباك جديدة مع الكيان الصهيوني الغاصب وصنعت معادلات مهمة وإستراتيجية في ردّ غير مسبوق لها على جرائم الكيان الممتد عبر عقود طويلة والذي ينتهك على مدى تلك العقود كافة الأعراف والقواعد والقوانين الدولية والانسانية والاخلاقية بدون رقيب أو حسيب لا يردعه عن ذلك رادع ولا يلجمه قرار لا دولي ولا غير.


كما أنارت الصواريخ والمسيرات في ليلة 13 نيسان سماء المنطقة حيث سلطت الأضواء وبقوة على ذلك الوجه المظلم والقبيح لهذا العالم الذي يتغنى كذباً بالعدالة والانسانية وكشفت أيضاً ازدوجية المعايير التي فتحت الباب على مصرعيه لهذا النظام المجرم ليأمن العقاب فيتمادى في إجرامه منذ تأسيس هذا الكيان المحتل الى اليوم وصولاً إلى حرب الإبادة في غزه التي هي شاهد كبير على هذا العدو، أيضاً وصولاً الى قصف القنصلية للجمهورية الإسلامية الايرانية في دمشق وأيضاً للأسف وصولاً  الى عدم إدانة مجلس الامن لهذا الخرق الفاضح للقواعد والقوانين.

ونحن مطمئنون أيها الأحبة انه لو قام مجلس الأمن بما يجب عليه حيال هذا الخرق لما قامت الجمهورية الاسلامية الايرانية بما قامت به، هذا  بمعناه أن لايران الحق ضمنها القانون الدولي وكفّله في نص المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة الذي يعتبر أن الردّ على أي عدوان يطالها هو حق طبيعي.

فإن ما قامت به الجمهورية الاسلامية من منظور قانوني قبل كل شيء لا يخرج عن إطار حقها المشروع في الدفاع عن النفس وهنا يحق لنا أن نستنكر ونستهجن الاصوات التي تعالت من كل حَدْبٍ وصوب تشجب ما قامت به الجمهورية الإسلامية من ممارسة لحقها الطبيعي في الوقت الذي لم تدن تلك الاصوات أو الجهات بل باركت ما قامت به اسرائيل وتقوم به من حرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني المظلوم  في غزة ناهيك  عن المشاركة غير المباشره في هذه الابادة وكنموذج لإزدوجية المعايير فيما نحن فيه ويمكن أن نشير إلى مقابلة مع وزير الخارجية البريطاني "ديفيد كامرون" بعد أن وصف ردّ ايران  بانه هجوم متهور ولما سألته المذيعة البريطانية  في البرنامج  بقولها ماذا سيكون ردّ فعلنا اذا استهدفت قنصليتنا؟ فأجابها تلقائياً بدون تفكير وبدون تردد سيكون ردّ الفعل قوياً جداً بمعنى أنه يحقّ له ما لايحقّ لغيره.

وايضا أيها الاحبة من نماذج الاسفاف في التعاطي على مستوى العالم مع هذا الحدث التاريخي بامتياز والغير مسبوق بامتياز انه بعد الاعتداء السافر وعدم مبادرة إيران الى ردة الفعل على هذا الامر أيضاً رأينا كيف تعالت الأصوات والتصريحات وكثرت التحليلات لتخلص الى معزوفة واحدة عند هؤلاء وهي أن ايران لا تجرؤ على الردّ وبعد حصول الزلزال الردّ المزلزل تبدلت السمفونية وأصبح الحدث مسرحية تم اعداد فصولها مسبقاً لايجاد مخرج لايران من الحرج الذي باتت فيه وما ذلك الا لأنهم  للاسف لايعرفون سوى الجبن والدناءة والخسة والغدر تحت جنح الظلام  فتعذر عليهم فهم الموقف الشجاع الجريء المقتدر الذي يعلن على الملأ عن خطة ردّه وعن توقيتها بياناً لقوته وإصراره وارادته وتحديه للعدو ومن خلفه بخلاف الجبان الخائف الذي يتسلل في الظلام ليغدر وينال من المستهدف.

نعم إذا اصررتم أنها مسرحية نعم هي مسرحية ويا لها من مسرحية قام فيها الأعراب والمطبعون والمتخازلون بدور الخسة والدناءة والتآمر على فلسطين وغزة والشعب الفلسطيني ويا ليتهم تشرفوا في هذه المسرحية ولو بدور بسيط يمثلون فيها الشرف والكرامة والعزة وكيف يمكن لهؤلاء أن يفهموا أويستوعبوا  او أن يدركوا الموقف الانساني الرائع للجمهورية الاسلامية الايرانية من انها كانت ستقبل بإلغاء ضرباتها والتغاضي عن حقّها في الردّ وعن ألمها في شهدائها مقابل وقف الحرب على غزة لن يفهموا ذلك.

وهذا الامر هو ما تمّ الكشف عنه من خلال الكثير من التصريحات للمسؤولين من أن الاتصالات الامريكية عبر الوسطاء بقيت حتى مساء السبت مساء 13 نيسان وقبل ساعات من حصول الردّ تحاول ثني إيران عن الضربة ولكن ايران إشترطت لذلك الوقف الفوري للحرب على غزة  ومن دون أية شروط ولكن هل يمكن أن يفهم البعيد عن الانسانية والبعيد عن الكرامة هذه المواقف إنه الدين أيها الاحبة انه الخلق المنطلق من الدين ونحن في الاسلام أبناء مدرسة أهل البيت (ع)، ومدرسة النبي محمد (ص) الذي  علّمنا أن الدنيا كلها تهون في سبيل المصلحة العامة وفي سبيل القضية الكبرى.

وكان الإمام علي (ع) فداء للاسلام، وكان الامام  الحسين(ع) فداء للاسلام، ومن قبلهم ومن بعدهم كان الجميع فداء  للاسلام، وأي حادثه أو موقف أكبر من ما فيه أهل غزة اليوم القضية الاسلامية الكبرى بامتياز التي فعلت فعلها في أن تظهر حبّ المسلمين للإسلام وتعاطفهم مع بعضهم وتمظهرهم كما قال الله تعالى "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ".

أيها الاحبة في ختام المطاف نحن نؤمن بأن القيادة الإيرانية بحكمتها كانت ستقبل بوقف الضربة والتغاضي عن دماء شهدائها إذا حصل وقف العدوان على غزة لو قبلوا بهذا الشرط ولكن السؤال الكبير ماذا لو قبلت الجمهورية الاسلامية بالشرط وأوقفت ردّها وألغته ماذا كان سيكون تعليق هؤلاء الموتورون والمأجورون لو تمّ هذا الامر والحمد الله رب العالمين.

المزيد من التفاصيل بالفيديو المرفق....

:تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي
captcha