ایکنا

IQNA

ذاكرة التاريخ...

أصوات من السماء.."الشيخ عامر السيد عثمان" أستاذ الأساتذة وشيخ عموم المقرئين

16:51 - May 16, 2021
رمز الخبر: 3481211
القاهرة ـ إکنا: ولد "عامر السيد عثمان" في قرية ملامس بمحافظة "الشرقية" المصریة 16 مايو عام 1900م، وحفظ القرآن بكتاب الشيخ عطية سلامة بالقرية، وأتمه قبل أن يتجاوز التاسعة، أرسله والده إلى المسجد الأحمدي بطنطا، حيث تلقى القرآن بقراءة نافع، امتلك صوتاً جميلاً أهله لأن يصبح من القراء المشهورين بالشرقية.

وانتقل إلى القاهرة ووقت اشتعال ثورة 1919م، فشارك بها وكتب اللافتات بخط يده، أخذ في القراءة والتلقي والسماع والمشافهة، بدأ بالقراءات العشر الصغرى عن طريقي الشاطبية والدرة على يد الشيخ محمد غنيم، ثم تلقى القراءات العشر الكبرى على يد الشيخ عبد الرحمن سبيع فقرأ عليه القراءات العشر حتى توفى الشيخ سبيع في عام 1927م، فأكملها على تلميذه وخليفته الشيخ همام قطب عبد الهادي الذي أجازه بها عن طريق الطيبة بالتحرير والإتقان، التحق بالأزهر ودرس العلوم الشرعية والعربية، كما درس المخطوطات، وجلس في حلقة بالأزهر في في عام 1935م للتدريس والأقراء، واستعان به الشيخ محمد علي الضباع شيخ عموم المقارئ المصرية آنذاك لتحقيق المصاحف لما عُرف عنه من دقة وعلم واسع.

وتعلم الموسيقى بمعهد فؤاد الأول عند إنشائه مما ساعده على تقويم الأصوات والحكم عليها، عُين مدرساً في قسم تخصص القراءات بكلية اللغة العربية بالأزهر عام 1945م، وظل بها حتى أحيل للتقاعد في عام 1968م، وأُسندت إليه مقرأة الإمام الشافعي عام 1947م، وكان يجلس للإقراء في عدة مقارئ أخرى منها المسجد الزينبي، ومسجد النقشبندي، ومقرؤة الجمعية التعاونية للبترول، مسجد يوسف الصديق بمصر الجديدة، وعُين مفتشاً بمشيخة عموم المقارئ المصرية، ثم وكيلاً لها، واختير شيخا لعموم المقارئ المصرية في 1981م، خلفاً للشيخ محمود خليل الحصري.

وتتلمذ على يده العديد من مشاهير القراء في مصر وخارجها منهم: الشيخ مصطفى إسماعيل، الشيخ كامل يوسف البهتيمي، الشيخ محمد تميم الزعبي، الشيخ كرامة الله البخاري من المدينة المنورة، الشيخ محمد صلاح الدين كبَّارة من طرابلس بلبنان، الشيخ أيمن سويد من دمشق وغيرهم، ومن السيدات الدكتورة مفيدة عبد الرحمن، سميحة أيوب.

وعُين في لجنة اختيار قراء القرآن بالأذاعة، وأشرف على تسجيل المصاحف المرتلة والمجودة في الإذاعة لكبار القراء أمثال الشيخ محمود خليل الحصري، والشيخ محمود على البنا، والشيخ عبد الباسط عبد الصمد، والشيخ محمد صديق المنشاوي، والشيخ مصطفى إسماعيل، وألقى المحاضرات في علم القراءات والتجويد في مدن مصر المختلفة.

وحقق العديد من كتب القراءات منها فتح القدير في شرح تنقيح الحرير، فتح الكريم في أوجه القرآن العظيم من طريق الطيبة، وشرح منظومة الإمام إبراهيم على السمنودي، ولطائف الإشارات في شرح القراءات للإمام القسطلاني شارح البخاري.

وسافر إلى المدينة المنورة مستشاراً لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف في 1985م، وعمل استاذاً القراءات بالجامعة الاسلامية هناك، وكان له ركن خاص بالمسجد النبوي لتحفيظ وتفسير القرآن.

وأُصيب قبل وفاته بسبع سنوات بمرض في حنجرته وانقطعت أحباله الصوتية، فاكتفى بتدريس التجويد، وكان يوجه تلاميذه بشهقه عند الخطأ وإيمائه للصواب، بمرض دخل على إثره المستشفي، حتى توفي بالمدينة المنورة في 20 مايو 1988م ودفن بالبقيع، ويحكى الشيخ عبد الرحمن بن عقيل الظاهري في مقاله بالمجلة العربية "أن الشيخ عامر قرأ القرآن أثناء مرضه رغم إصابة أحباله الصوتية بصوت جهوري عذب وختمه في ثلاثة أيام وتوفى بعد أن أنهى سورة الناس".
 
captcha