ایکنا

IQNA

ممثل "الجهاد الإسلامي" بلبنان في حوار مع "إکنا":

صواريخ المقاومة الفلسطينية أثبتت أن القبة الحديدية هي قبة كرتونية

11:24 - May 15, 2021
رمز الخبر: 3481192
بيروت ـ إکنا: أكد ممثل حركة "الجهاد الإسلامي" في ​لبنان، "إحسان عطايا" أنه لقد بُهت العدو الصهيوني بحجم المفاجأة التي أظهرت مدى إفلاسه وإرباكه وأزمته التي أوقع نفسه بها، وصُدم بوجبات الصواريخ التي وصلت إلى تل أبيب وأصابت عمق كيانه، والتي أظهرت أن القبة الحديدية هي قبة كرتونية فشلت في منع وصول الصواريخ إلى أهدافها.

وصعّدت قوات الاحتلال الصهيوني لليوم السادس توالياً عدوانها على قطاع غزة، وواصلت قصف عشرات الأهداف والمنازل والمنشآت والنبى التحتية، موقعةً المزيد من الشهداء والإصابات والدمار.

وتواصل طائرات الاحتلال وزوارقه الحربية غاراتها المكثفة على أهداف في قطاع غزة، ما أدى لاستشهاد وإصابة عشرات المواطنين.

وارتفعت حصيلة العدوان إلى 139 شهيدًا، منهم 39 طفلا و22 سيدة، و1000 إصابة بجراح مختلفة، وفق معطيات طبية.

هذا اندلع حريق كبير في ميناء أسدود الخاضع لسيطرة الاحتلال، اليوم السبت إثر سقوط صواريخ أطلقتها المقاومة من قطاع غزة.

وأكدت وسائل إعلام عبرية أن صاروخاً سقط في ميناء أسدود وأصاب خزان وقود، ما تسبب في انفجار هائل وإطلاق ألسنة اللهب في سماء الليل.

وفي هذا السياق ، ولدراسة آخر المستجدات والتطورات على الساحة الفلسطينية، أجرت وكالة "إکنا" للأنباء القرآنية الدولية حواراً مع ممثل حركة "الجهاد الإسلامي" في ​لبنان، "إحسان عطايا"،  وإلیکم النص الکامل للحوار:
 
كما تعلمون أن الاعتداء الصهيوني الأخير على المسجد الاقصى أثبت أن الشعب الفلسطيني شعب موحد وان القضية الفلسطينية هي قضية مركزية بعدما أخذت المقاومة الفلسطينية في غزة على عاتقها مسؤولية حماية الشعب الفلسطيني، ما هو تحليلكم؟

 إن رد المقاومة الفلسطينية في غزة، وعلى رأسها سرايا القدس وكتائب القسام، على الاعتداءات الصهيونية بحق المصلين في المسجد الأقصى، وحي الشيخ جراح في مدينة القدس، يؤكد على أن الشعب الفلسطيني شعب واحد موحد في مواجهة الاحتلال، لا يقبل التجزئة أو القسمة، وهو متمسك بأرضه ومقدساته، ومؤمن بالمقاومة سبيلاً وحيداً لتحرير فلسطين، وأن مشروع "كي الوعي" الذي مورس ضده، وأساليب القمع والترهيب التي استخدمت بحقه، وغيرها من المؤامرات، لم تؤد إلى النتيجة التي كان يريدها عدونا، وقد أثبت شعبنا الفلسطيني في المناطق المحتلة عام 48 أنه شعب أصيل، وهو ينتظر اللحظة السانحة لينتفض على المحتل، ويشارك في تحرير أرضه.

وبهذا الرد المزلزل، نستطيع القول إن معادلة القوة التي فرضتها المقاومة في موضوع القدس والشعب الفلسطيني في الداخل، ستكون الحصن الذي سيحمي المسجد الأقصى والمقدسات والشعب الفلسطيني في مدينة القدس والمدن والقرى الفلسطينية الأخرى في قادم الأيام.

يبدو أن ما يجري اليوم في القدس، وقطاع غزة، والضفة الغربية يؤكد أن التطبيع لم يكن في الماضي والحاضر ولا في المستقبل طريقاً للسلام في المنطقة، بل مدخلاً للحروب والفتن والإرهاب التي عمّت المنطقة،  فكيف تحللون هذه القضية؟

إن التطبيع وتوقيع الاتفاقيات بين العدو الصهيوني وبعض الأنظمة العربية، كان هروباً إلى الأمام، ومحاولة للتعويض عن الفشل الذريع الذي مني به أصحاب مشروع "صفقة القرن"، واستدراجاً لأصوات الناخبين في كيان العدو لنتنياهو وفي أميركا لترامب. والتجارب الماضية تؤكد على أن الدول التي وقعت اتفاقيات مع العدو الصهيوني، ومن ضمنها اتفاقية أوسلو التي أنتجت السلطة الفلسطينية والتنسيق الأمني، لم تأت بخير على شعوبها، بل زادت الأوضاع الاقتصادية تردياً، وازدادت المشاكل الداخلية، وكثرت الفتن والانقسامات، وكُبلت بقيود محكمة لا تستطيع الخروج منها بسهولة. بينما مواجهة هذا العدو ومقاومته بكل الوسائل المتاحة كانت ناجعة، والدليل على ذلك خروجه من جنوب لبنان ومن غزة مهزوماً مدحوراً بفعل ضربات المقاومة الموجعة. وما يجري اليوم في القدس وفلسطين المحتلة يؤكد على أن المقاومة في طريقها لتحقيق إنجاز جديد يضاف إلى إنجازاتها السابقة.

هل أيقظت الجرائم التي ارتكبها الاحتلال في الأيام الأخيرة في القدس المحتلة وباحات المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح وعدوانه المتواصل على قطاع غزة الخمول العربي والإسلامي بشأن قضية فلسطين؟

بلا شك أن الجرائم التي ارتكبها الاحتلال في الأيام الأخيرة في القدس المحتلة وباحات المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح أعادت تسليط الضوء بقوة على القضية الفلسطينية كقضية مركزية للأمة، وربما أحرجت النظام العربي المتحالف مع المشروع الأميركي والصهيوني، وفي الوقت نفسه أحيت روح التضامن مع الشعب الفلسطيني ومظلوميته، وحركت الماء الراكد، وأيقظت الشعوب العربية والإسلامية من سباتها، وأظهرت للذين ما زالوا يؤمنون بالمفاوضات طريقاً لاستعادة الحقوق المسلوبة أن العدو الصهيوني لا يفهم إلا بلغة السلاح والصواريخ، ولا يستجيب لنداء المنطق والحوار، ولا تنفع معه الدبلوماسية والسياسة.

يؤكد بعض الخبراء والمحليين أن الاحتلال الاسرائيلي بات الان في مأزق وهو كيفية التعامل مع الشعب الفلسطيني الذي لم ولن يرضخ للاحتلال الاسرائيلي مهما كان الثمن، ما هو رأيكم؟

إن مشهد العزة الذي ترسمه المقاومة في غزة مع الشعب الفلسطيني المنتفض في الداخل، بدماء الشهداء والجرحى وتضحيات شعبنا ومقاومته، وكذلك التحركات الواسعة التي يقودها شعبنا الفلسطيني في دول الاغتراب والشتات، وأخص بالذكر اللاجئين الفلسطينيين الذين ما زالوا متمسكين بحقهم في تحرير أرضهم والعودة إلى ديارهم، يظهر مدى إرباك عدونا وحجم المأزق الواقع فيه، فهو لم يستطع كسر إرادة الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته، رغم المجازر التي ارتكبها بحقه والمؤامرات التي حاكها ضده، فشعبنا ما زال يواجه الاحتلال بقوة، ولا يرضخ له مهما كان الثمن، ومهما كانت التضحيات في الأرواح والممتلكات، وهذا سوف يؤسس لمرحلة جديدة غير مسبوقة من النضال الفلسطيني على طريق تحرير فلسطين كلها.

أعربت العديد من الشخصيات والحركات الاسلامية عن استنكارها لصمت العالم "المخزي تجاه الإرهاب الصهيوني الغاشم" وانتهاكاته بحق المسجد الأقصى والفلسطينيين، كيف تقيمون تفاعل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية مع أحداث القدس وغزة؟

نحن لا نعول على ما يسمى بالمجتمع الدولي، لأن العدو الصهيوني لا يعبأ به ولا يلقي له بالاً، ويدوس قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الدولية بأقدامه. وإن أميركا وبريطانيا والعديد من دول الغرب داعمة للكيان الصهيوني ومساندة له بكل قوتها، لأن الهدف من وجوده في منطقتنا العربية وعالمنا الإسلامي هو الهيمنة على دول المنطقة، ونهب ثرواتها وخيراتها. ورهاننا هو على شعوب أمتنا العربية والإسلامية الحية وأحرار العالم، وعلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تبنت القضية الفلسطينية منذ انتصار ثورتها المباركة، وتدعمها بشكل مطلق، وكذلك على قوى المقاومة التي تؤمن بتحرير فلسطين والقدس من الاحتلال الصهيوني.

یبدو أن هناك تعمُّد استهداف الاحتلال للبيوت الآمنة وأطفال غزة ونسائها وقتلهم بعد ما فشل في كسر إرادة وعزيمة المقاومة، ما هو تحليلكم؟

لقد بُهت العدو الصهيوني بحجم المفاجأة التي أظهرت مدى إفلاسه وإرباكه وأزمته التي أوقع نفسه بها، وصُدم بوجبات الصواريخ التي وصلت إلى تل أبيب وأصابت عمق كيانه، والتي أظهرت أن القبة الحديدية هي قبة كرتونية فشلت في منع وصول الصواريخ إلى أهدافها. وهو الآن يتخبط ويلجأ إلى قصف المدنيين والمباني السكنية، ظناً منه أنه بهذه الأساليب الإجرامية يمكنه أن يفت من عزيمة الشعب الفلسطيني، ويضغط على المقاومة التي تدافع عن شعبها، ولكن الوقائع أثبتت عكس ذلك، فأهل غزة يحتضنون مقاومتهم، ويقدمون الشهداء فداءً للقدس والمسجد الأقصى.

والعدو الصهيوني الذي أُسقط في يده يحاول أن ينقل المعركة إلى الأطفال والنساء والمدنيين، بينما المقاومة تدك حصونه، وتشل حركة حياته واقتصاده، وتمطره بمئات الصواريخ، فيضطر إلى إغلاق مطاراته، والاختباء في الملاجئ.

وإن قيامه بقصف الأبراج والمباني السكنية في غزة يدل على إفلاس العدو الصهيوني، وعدم قدرته على استهداف مواقع المقاومة التي فرضت على العدو الصهيوني معادلة جديدة من معادلات القوة، سوف تمنعه في المستقبل من التمادي في اعتداءاته على الشعب الفلسطيني في القدس والمدن الفلسطينية الأخرى.
أخبار ذات صلة
captcha